أهلاً بك, ضيف | RSS
الأحد, 2024-05-19, 7:26 PM
الرئيسية » 2011 » مارس » 15 » دورك يا دورى
0:20 AM
دورك يا دورى


تحية اجلال وتقدير واجبة لشهداء الثورة المصرية اعترافا بما قدموه فى سبيل أن تنعم بلادهم بالديمقراطية وأن يستنشق أبناء جلدتهم نسيم الحرية العليل .

ما أجمل أن أزين مقالى فى _فى بدايته _بهذه البرقية الرقيقة التى أبدا لاتفى الشهداء حقهم ولا تقدر قيمتهم أو مكانتهم لدى الشعب المصرى , ولكنى لا أستطيع أن أشح عليهم بمثل هذه الكلمات البسيطة وهم الذين لم يبخلوا فى تقديم كل غال ونفيس فى سبيل الحياة الكريمة المنتظرة لبلادنا .

لقد قطع الثوار المصريون أيدى الفساد وكشفوا الطغاة والفاسدين الذين ما زالوا يتساقطون الواحد تلو الآخر بعد انتهاء ثورتنا المباركة مما جعل المواطن المصرى البسيط يشعر بقيمة الثورة وما فعلته من تطهير للبلاد من كل المستبدين .

وها هى أصبحت مصر الحاضر صفحة بيضاء نسطر نحن المصريون صفحاتها بالجد والعمل كى نعلى من قدرها وشأنها بين مصاف الدول , فلنتكاتف سويا لنبنى مصر من جديد ونستعيد معا أمجاد الماضى سعيا وراء مستقبل مشرق بمشيئة الله.

وهذه دعوة منى ورجاء لكل المؤسسات المصرية الحكومية والخاصة ( مسئولين وموظفين وعمال ) أرجوكم ؛ اتركوا الثورة المصرية تنجح بحق ولا تحرمونا من جنى ثمارها , ليكن هدفنا هدفنا القادم معا لنهضة مصر سياسيا واقتصاديا ورياضيا وغيرها من كافة مناحى الحياة .

فلنترك المجلس العسكرى الامين يدير شئون البلاد ولينظر كل منا تحت قدميه ويؤدى دوره المنوط به كى تدور عجلة الحياة مما سيؤدى بنا الى مصر التى طالما حلمنا بها وقمنا بالثورة من أجل أن نرى رايتها دائما خفاقة بين الدول .

الجميل فى الامر أن هذا المقال يتزامن مع اجتماع أعضاء مجلس اتحاد كرة القدم المصرى المنتظر بالمجلس الرئاسى العسكرى والذى ينقل فيه رغبة كافة عناصر المنظومة الكروية فى مصر بعودة الحياة من جديد للمسابقة المحلية المصرية (بطولة الدورى العام ) , وبالتالى عودة باقى المسابقات فى مختلف الالعاب .

لقد أصبحت عودة الدورى ضرورة ملحة على كل الاندية المصرية للايفاء بالتزاماتها المالية المتعددة تجاه اللاعبين والموظفين الاداريين العاملين بالاندية المختلفة ؛ حيث لم يعد هناك مبررا حقيقيا للخوف من عودة المسابقة وتأثير ذلك على الحالة الامنية للبلاد .

هل من المعقول أن مجموعة صغيرة من الشباب المصرى المخلص كانوا يقومون بتأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير والذى كان يعج يوميا بالملايين من كافة طوائف الشعب المصرى بينما وزارة الداخلية المصرية غير قادرة على تأمين مباراة فى كرة القدم لا يتجاوز عدد متفرجيها فى أغلب المباريات عن بضعة الاف ."مش عارفين تنطموه يبقى سيبوه للشباب أحسن " .

لا جدال على أن مباريات كرة القدم _المباريات الجماهيرية _ خاصة كانت كثيرا ما تمثل صداعا فى رأس الجهاز الامنى السابق بما كانت تحمله من أحداث شغب فى معظمهت مع عدم اغفال دور المعاملة السيئة التى كان يتلقاها الجماهير وخصوصا أفراد وأعضاء روابط التشجيع المختلفة من قبل أفراد الامن .

ان عودة الدورى ستضع  _من وجهة نظرى المتواضعة _ صك النجاح الرسمى للثورة المصرية وستبرز دليلا دامغا على حالة المودة والاخاء التى تنتاب الشعب المصرى فى الفترة الحالية , ينبغى أن نستغل روح ميدان التحرير التى جمعت بين المصريين ومازالت تسرى فيهم الى الان والا ستصبح وصمة عار على جباهنا أن تفرق مباراة فى كرة القدم بين الشعب المصرى وأن تنجح فيما فشلت فيه القوى المهادية الساعية دائما الى الفرقة بين المصريين .

لقد قدمت المباريات الودية التى لعبها الاهلى بمؤازرة جماهيره الضمانات اللازمة التى تحتاجهاوزارة الداخلية لاستئناف البطولة المحلية , فلم تحدث أحداث شغب أو أى خروج عن المألوف فى 4 مباريات متتالية لعبها الاهلى تحت مساندة 8آلاف من جماهيره وفى غياب الامن وبالرغم من أننا ما زلنا نتذكر مباراة الاهلى وكفر الشيخ الودية بملعب مختار التتش والتى حدث فيها احداث دامية مؤسفة جراء التعاطى الامنى المستفز مع الجماهير .هذه المباريات الاربع قدمت دليلا واضحا على ازدياد وعى الجماهير وثقافتها وكذلك الدخلات التى صنعها أفراد الاولترا الاهلاوى والتى تضمنت أجمل وأفضل المعانى وأظهرت روح الثورة المصرية لديهم وكيف بنا الا نذكر لافتاتهم الرائعة تخليدا لشهداء الثورة " كتبتم بدمائكم الحرية لبلادكم " علينا الان انتظار تقديم الدليل من وزراة الداخلية والامن المصرى على تغيير معاملتهم للمواطن المصرى من خلال تعاملهم مع مشجعى كرة القدم بالاسلوب الانسانى الراقى المتحضر .

هذه الصورة الجميلة لشبابنا الرائع , من يملك القدرة على تغييرها ؟ من القادر على تشويه صورة هؤلاء الشباب المتحضر الذى صنع التاريخ كالعادة من جديد حسب تصريح رئيس وزراء ايطاليا .

عذرا للجهات الامنية , "خوفكم غير مبرر"أعيدوا الدورى واتركوا الشباب يعلن عن نفسه امام العالم ويبرز مدى تحضره ووعيه وتقديره للموقف الحرج الذى تمر به بلادنا.

الجماهير تريد الدورى , اتحاد الكرة يريد الدورى , القنوات الرياضية تريد الدورى , الاندية تريد الدورى , الاعلاميين والخبراء والصحفيين يريدون الدورى , المنتخب المصرى الذى صنع الفرحة ورسم البسمة على شفاه المصريين يريد الدورى , يبقى مين بقى اللى مش عايز الدورى ؟؟؟!!!.

احساس المواطن العادى بحالة الطوارئ فى كل مكان وفى كل شئ حوله يزيد من الوقت اللازم لتعود مصر لسابق عهدها وريادتها وتعمق أيضا الاحساس بضرائب الثورة بدلا من أن نحتفل ونبرز مكاسبها , لم تعد الرياضة مجرد وسيلة ترفيه يستمتع بها الشباب والصغار أو مجرد وسيلة لاستغلال وقت الفراغ بل أصبحت احدى الدعائم الرئيسية لاقتصاد معظم الدول واحدى المجالات التى تعلى من قدر البلاد .

وفى الختام أود أن أحيى مرة أخرى وليست أخيرة شهداء ومصابى الثورة المصرية داعيا الله _عز وجل_ أن يتغمدهم فى رحمته ويتقبلهم فى اعالى الجنات ولا يسعنى أيضا أن أنعى أسرة اللاعب عمرو العيسوى أحد شهداء الثورة الابرار .

عمرو العيسوى مدافع فريق عامر جروب أحد أندية القسم الرابع والمنتقل حديثا من نادى زفتى والذى ضحى هو الاخر بدمائه من اجل الثورة المصرية ولم يكرمه احد أو يخلد ذكراه أو حتى لم يكلف مسئولى اتحاد الكرة أنفسهم بنشر نعى لاسرة اللاعب الفقيد .

تخيلوا معى لو كان عمرو العيسوى أحد لاعبى الاهلى والزمالك المشاهير فكيف سيكون رد فعل اتحادنا الموقر ؟ " حفل تأبين كبير واقامة مباراة عالمية يخصص دخلها لاسرة النجم المشهور الراحل بل وقد يطلقوا اسمه على احدى استاداتنا الكبرى أو حتى على بطولة الدورى نفسها "كل هذا ليس دفاعا أ, تقديرا واجبا لاحد عناصر اللعبة وانما لاكتساب الشهرة وزيادة الشعبية لدى الجماهير . " بلد بتاعت شهادات بصحيح "

ستظل يا عيسوى وغيرك من الشهداء المصريين فخرا لنا ولبلادكم على ما قدمتموه من أجلها وستظل أرواحكم الطاهرة تحيط بنا وستبقوا دائما فى القلب أبد الدهر .

مشاهده: 465 | أضاف: vitsh | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
Copyright MyCorp © 2024 |