أهلاً بك, ضيف | RSS
الإثنين, 2025-07-14, 2:23 PM
الرئيسية » 2010 » مايو » 26 » اسف يا ابنتى !
12:00 PM
اسف يا ابنتى !

بقلم : محمود سعد









بعد فاصل طويل

أعود إليك عزيزي القارئ

وكلي حيرة من أمري.. فما دفعني للكتابة إلا ذلك السؤال.

ما نصيحتك للشباب؟!

كان مجرد سؤال عابر من صحفية شابة تجري معي حواراً صحفياً، لكنني تأملت السؤال بداخلي فقفزت عشرات الأسئلة: من أنا كي أقدم النصيحة!! ماذا قدمت كي أعلم، بل ماذا قدمنا كجيل للجيل القادم؟!

وتوالت الإجابات بداخلي فقد تسلمنا البلد ـ نحن كجيل ـ بعد سنوات قليلة جداً من انتصار أكتوبر، والذي كان يجب أن تنطلق مصر بعده للأمام وتعود لمجدها القديم العظيم وأول ما وجهنا كان الانفتاح الاقتصادي الذي توالت بعده الانكسارات.

وبدأت المعركة.

بين شرفاء البلد ولصوصه لأكثر من ثلاثين عاماً يجاهد أصحاب الأقلام الشريفة في شتي مجالات البلد ونواحي الحياة، واللصوص يتزايدون ويتقدمون وينتصرون.. حتي وصلنا إلي ما وصلنا إليه.

نحن كجيل نقترب من النهاية والبلد معنا أيضاً لا أحد يعرف إلي أين نحن ذاهبون؟!

تسألني الصحفية الشابة عن نصيحتي للشباب.. أي نصيحة أقول؟! كيف أواجه ابنتي؟! ها هي مصر الجميلة.. القوية المهيمنة المسيطرة صاحبة المجد والعزة، والتي قال عنها الشاعر.

كأن نهار الدنيا مطلعشي

وهنا عز النهار

ماذا عن الآن وماذا سلمنا للجيل التالي.. بلد ترهرط.. تمزق.. اختلط الخضار بمياه المجاري والصرف الصحي.. رغيف العيش وأزمة البطالة لا حدود لها.. البوتاجاز ناره غير موجودة.. لدينا مشكلة جمع القمامة.. العشوائيات تحيط بالقاهرة الكبري من كل جهة وتنذر بخطر مخيف وداهم.. الرواتب لا تكفي قوت الشهر.. الطبقة المتوسطة تآكلت وصار هناك أغنياء بشكل مخيف وفقراء بشكل أكثر خوفاً.. التعليم يعلم حاله الجميع؛ فهناك 5% من أبناء الشعب يتعلمون كأنهم في أوروبا و95% من أبناء الشعب لا يتعلمون من أصله.. يادوب فك الخط!!

ونحن غارقون في أحزان مريرة ووسط القرف.. تجيء مشكلة المياه التي تركتها الحكومة الموقرة حتي تفاقمت وأصبحت تنذر بخطر كبير.. و... و..

ماذا تركنا لأولادنا؟!

هذا بعض ما تركنا، بل ربما نترك لهم أيضاً حكماً جديداً يقوم علي نظام التوريث.. وربما!!

ماذا تركنا لأولادنا؟!

ألا يجب الآن أن يقدم كل واحد فينا اعتذاراً إلي أولاده عما تركه؟!.. ونقول وبصوت مرتفع: لقد فشلنا جميعاً في إصلاح أحوال بلدنا.. لم نستطع أن نقدم للجيل الجديد مصر في أجمل أحوالها.

بل هي في أسوأ أحوالها.

يا ابنتي.. لا تغضبي مني فقد حاولت.. وحاول أبناء جيلي.. حاولنا أن نفعل شيئاً ، ولكن كان نصيبنا الفشل.

والآن يا ابنتي.

عليكم أنتم يا أيها الشباب الجميل.. أن تحاولوا أن تقاتلوا ولا تكونوا أمثالنا.. علي أيديكم يجب أن تخرج مصر إلي النور إلي الحياة.

ولا تسألونا كيف فلا نصائح لدينا.. أنتم القوة والحيوية والمستقبل والحياة التي ضاعت منا وسرقها لصوص المجتمع لصوص البلد.. أصحاب المقاعد الأنيقة والكرافتات الراقية.. والنفوس الرديئة!!
مشاهده: 416 | أضاف: vitsh | الترتيب: 5.0/2
مجموع المقالات: 2
2 نورهان أحمد  
1
بلى قدمت لنا يامثلى الاعلى فى الصحافه قدمت لنا تاريخا مشرف ولسان يتحدث بالحق امام اى شخص مهما ارتفعت مكانته فى مجتمعنا الممزق بين الحق والباطل بين العدل والايدى المكتوفه عن تفعيله وشكرا

1 vitsh  
-1
حلو اوى

الاسم *:
Email *:
كود *:
Copyright MyCorp © 2025 |