محمود الاهلاوى : ايه اللى بتقوله ده
حسام مين يا بنى اللى يجددوله
كريم اهلاوى برضه : اه والله ياعم
الاهلى جدد لحسام البدرى
محمود : يابنى دى كلها اشاعات وانت اى حاجه
تصدقها كده
كريم : صدقنى الخبر طالع من قناة النادى
الاهلى نفسها
محمود : يعنى بعد كل اللى عمله فينا من اول
السنه ده نيجى نجددله ده احنا كسبنا الدورى بدعاء الوالدين والبدرى ده معندوش اى
فكر
كريم : انت فاكرنى مبسوط اوى يعنى بس للاسف
هى دى الحقيقة
محمود : كده خلاص مفيش كاس السنه دى وكمان
اكيد هنطلع من افريقيا
وانسى كمان الدورى والكاس السنه الجاية وقول على الاهلى يا
رحمن يا رحيم
كريم : الله يرحم ايامك يا جوزيه
تخيلت ذلك الحوار الذى دار بين معظم الاهلاوية مع انتهاء
بطولة الدورى والتى حسمها النادى الاهلى بفارق 10 نقاط كاملة
عن اقرب منافسيه.
ولكن بالرغم من ذلك كانت جماهير الاهلى تصب جام غضبها على
البدرى بسبب انخفاض اداء الفريق وخصوصا فى
مباراة القمة الاخيرة فى الدورى والتى
تعادل فيها الاهلى بصعوبة شديدة
والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة بقدم الداهية بركات
وبعد انتهاء المباراة تأكدت
الجماهير الاهلاوية من ان الموسم القادم سيكون الاصعب منذ فترة طويلة على النادى
الاهلى
وعلى جماهيره لو استمر البدرى مديرا فنيا للفريق وزاد من هذا الشعور ان
مستوى لاعبى الفريق الاول فى انخفاض
مستمر خصوصا اللعيبة الكبار ابوتريكة واحمد
حسن ووائل جمعه وغيرهم مع استثناء متعب وبركات.
وازداد خوف جماهير الاهلى مع قرب
لقاء النادى الاهلى مع الاتحاد الليبى فى اياب دور الستة عشر من بطولة دورى أبطال
أفريقيا
وكانت الكلمة الوحيدة العالقة فى
أذهان الكثيرين من عشاق الأهلى " البدرى لازم يمشى " " النادى
الاهلى كبير على حسام
البدرى " ،
"والفريق سيخرج من افريقيا
بدرى بدرى مع حسام البدرى" للدرجة التى دفعت بعض الاهلاوية لتمنى خسارة
الاهلى املا
فى الخلاص من البدرى .
فمن وجهة نظرهم ان الفريق قدم
موسماً حافلاً بالأداء الباهت والفوز المحفوف بالمخاطر ، بلا طعم أو لون ،وان
البدرى لم
يجد الحلول المناسبة
ودائما ما كان يقدم مبررات للاداء
الباهت للفريق او للنتائج المخيبة فى تلك الفترة.
ولكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
لماذا تغيرت هتافات الجماهير ؟
لماذا اصبح البدرى بطلا قوميا بعد
ما اعتبره الاهلاوية فى وقت من الاوقات عدوا لهم؟ .
الحقيقة التى لاينكرها احد هى لغة
الارقام والتى لاتكذب ولا تتجمل .
لقد توج البدرى بلقب بطولة الدورى
فى ظل موسما أراه من اصعب المواسم التى مر بها النادى الاهلى طوال تاريخه وذلك
ليس
بسبب قوة المنافسة" لأنه لم يتواجد به أى منافسة من الأساس " ولكن بسبب
الظروف المحيطة من اصابات واجهاد
للقوام الرئيسى للفريق .
ولاننسى دور وسائل الاعلام والتى اخذت تحفز
الفرق الاخرى مؤكدة على ان الوقت حان لتنتهى سيطرة النادى الاهلى
على كل
البطولات وان الزمالك عائد بنجومه
المحترفين العائدين من انجلترا ,والاسماعيلى بطموح لاعبيه فى الوصول
لمنصات التتويج
ومع انضمام افضل حارس مرمى فى افريقيا لصفوف الفريق عصام الحضرى , وكذلك باقى
الاندية والتى
دعمت صفوفها بافضل العناصر المتاحه مع الاحتفاظ بالهيكل الرئيسى
لفرقها .
كل هذه العوامل لم نقدرها للبدرى
فى حكمنا عليه ومع ذلك فاز البدرى بالدورى مع الاهلى وتخطى كل منافسيه ولم يهزم
سوى فى مباراة واحده كان لها ظروف خاصة.
ثم نأتى الى ما هو افضل ألا وهو
تأهل الفريق الأحمر إلى دور الثمانية من بطولة دورى أبطال أفريقيا فى مباراة
اسطورية
حقق الفريق فيها ما يشبه الاعجاز
وقدم اداءا خرافيا تغنت به جميع وسائل الاعلام .
أدار البدرى تلك المباراة كما لو أننا نشاهد
العبقرى جوزيه فى أوج تألقه , لا بل كأننا نشاهد مورينهو فى قمة مستواه
ومطالباته
الهجونية للاعبيه , لقد احسن البدرى الدفع بالتشكيل الأمثل ومن ثم أحسن استغلال
تغييراته بثلاثة " أحلى من
بعض" , تشعر أن هناك فكرا رائعا ووعيا كبيرا
من مدرب " مخضرم " استطاع قيادة فريقه بطريقة رائعة .
وتستمر الحكاية ويواصل البدرى
نجاحاته ويكتسح الزمالك فى قمة دور ال16 لكاس مصر فى مباراة قمة الروعة اكمل فيها
البدرى لوحة ابداعاته هذا الموسم وكان قريبا من تحقيق انتصار تاريخى لم يسبقه اليه
احد فى مباريات القمة ولكنه كان
رحيما بالجماهير الزملكاوية واكتفى بالثلاثية فى
مرمى عبدالواحد(نجم الزمالك فى المباراة ).
وتبدل حال البدرى وارتسمت البسمة
على شفاهه بعد ما كانت التكشيرة لا تغادر وجهه لاحساسه بالظلم الواقع عليه من
جميع
النواحى والذى كان السبب فى انهمار الدموع من عينيه فى وقت من الاوقات.
لقد أثبت الكابتن حسام البدرى أنه
على الدرب سائراً ، وأنه أصبح على طريق الانتصارات منطلقا ، و أثبت ابن النادى
الاهلى أنه تشبع من الفكر الاحترافي لسلفه الداهية البرتغالى مانويل جوزيه ،
وانغمس فى بحر الفنيات الرائعة التى يتبناها
أعاظم المدربين .
لقد أثبت أبن الأهلى بما لا يدع
مجالاً للشك أن فوزه ببطولة الدورى لم يأتِ من فراغ ، وأنه كان يواجه منافسا اخر
يختلف
عن كل المنافسين الا وهو شبح الاصابات والغيابات التى ضربت باهم عناصر
الفريق وكانت السبب الرئيسى فى سوء الاداء
والنتائج فى بعض المباريات .
ومع توالى المباريات وتتابعها كان
الإجهاد يفت عضد الفريق الأحمر ويتملك منه بينما كان البدرى ينادى بضرورة الدفع
بالبدائل والصاعدين واعادة الحياة لقطاع الناشئين بالنادى والذى كان قد اصابه
العطب منذ فترة ليست بالقصيرة وهو ما
وقف ضده كثيرين بأعتبار أن من شأنه إهدار
البطولات على الفريق الذى لا يلعب إلا لسواها .
ومع مرور الوقت أثبتت نظرية البدرى
صحتها ، فالدفع بالناشين آتى بثماره ، والأداء تحسن كثيراً ، والنتائج أصبحت محط
الأنظار ، و مستوى أعمار الفريق أصبح رائعاً للغاية ، ووجود صاعدين واعدين أمثال
شهاب وشكرى وسعد وعفروتو
وأشرف وعلاء سيجنى الأهلى ثماره بعد عدة مواسم أو أقل .
وسيظل الاهلى متربعا على عرشه بهذا
الكم الهائل من النجوم الصاعدة والتى تنتظر الفرصة لتتشبث بها وتواصل مسيرة
التألق
والتى بدأها نجوم الاهلى فى السنوات الماضية .
ولكن بعيداً عن الفنيات التى
جعلتنا نتشبث بوجود مدرب له مستقبل جيد جدا فى عالم الساحرة المستديرة ، لا أنكر
أنى كنت
دائما على رأس المطالبين باستبعادك ولكننى الأن من أشد المطالبين ببقائك
ليس بسبب مباراة ونتيجتها ولكن لأن هناك
تطور قد يصل إلى أعلى مستوى فى القريب العاجل
.
ولقد حرصت على اطلاق هذه الدعوه
قبل الانتهاء من مباريات كاس مصر لنثبت لك يا بدرى اننا ورائك فى كل الظروف
ومهما
كانت النتائج .
كابتن حسام ،،
لقد كنت رائعاً فى قيادتك للفريق الأحمر فى أقل
من نصف مباريات بطولة الدورى وفى قيادة الفريق لدورى المجموعات فى
المعترك
الافريقى ،
ولكننى أرى أنك كنت أروع وأروع فى قيادة الفريق
فى المنافسة على لقب الكأس واخراس الالسنة التى نادت باقالتك,
ونحن وراءك يا بدرى
سعيا للجمع بين الثنائية التاريخيه، بل أننى أتنبأ انك ستكون الأروع مستقبلاً لأنك
ستجنى ثمار ما
زرعته ، ستجنى ثمار الدفع بالناشئين ، ستجنى ثمار الصبر على
المصابين ، ستجنى ثمار خلق الإبداع للموهوبين .
بل أن الجميع أصبحوا على يقين تام
بأن المبررات التى كنا نسمعها بعد كل إخفاق فى نتيجة أو أداء ، ما هو إلا واقع كان
سيطل به علينا أى مدرب فى العالم حتى لو كان " مورينهو " .
ما أروعك يا ابن الأهلى ، ما أغلى
دموعك يا جوارديولا الاهلى ، وما أروع سعادتك بالفوز بالبكاء فرحاً ، ما أحلى
الرجوع
إليك يا بدرى ،لقد عدت إلينا وعدنا إليك بعدما أيقنا أننا نرى أداءً جميلاً
، جيلاً جديداً ، ومستقبلا زاهرا ، حمداً لله على
وجودك فى مصاف المدربين الرائعين
فى قيادة العملاق الأحمر .
و بعدما كان يتبارى عقلى مع قلبى
ليقول له " البدرى لازم يمشى " ، سأقولها الأن بملْء السمع والبصر
,سأقولها باعلى
صوت ، سأقولها دائماً " معاك يا بدرى للنهاية ، معاك مهما
كانت الحكاية " .
وفى النهاية لا يقدر قلمى عن التعبير
عن كم المشاعر الفياضة التى يكنها لك كل جمهور الاهلى .
وكم انا خجول من نفسى عندما لم
اعطك حق قدرك منذ البداية .
إذن فلننسى كل " اللى فات
" ولننظر للأمام بصحبة البدرى لنعيش معه قصة انجازات تاريخية واسطورية للنادى
الاهلى فى
المستقبل القريب ان شاء الله ولنحصد معا ثمرة ما عانيناه سويا مع الدبرى
فى هذا الموسم الشاق باذن الله .
