لكن للاسف .. !! لم افعل .. ومرت الايام , وجاءت اجازتي وانا خارج بلدي , وفي خلال اليوم كنت التقي بعض زملائي الذين يعملون هناك واخرون لم ينتهوا من دراستهم بعد .. كنا نلعب الكرة , ثم نتجمع نتبادل الحديث سويا ..
فجاة واحنا واقفين جه واحد ماعرفوش سلم على واحد زميلنا .. زميلنا سلم عليه - ومش عارف كان عايز ايه - كده قام زميلنا رد عليه مبتسما ماشي يا عم

.. بس علشان تعرف ان المصريين جدعان مش زيكوا !
ساعتها وشي قلب الوان !! وتساءلت اشمعنى يعني قالوا

.. ولم انته من التفكير في الحوار حتى قطع علي يحيي زميلي حبل التفكير وقالنا يا جماعة عبداللطيف جزائري .. بقى يا راجل مش عيب اللي عملتوه ده بقى تجروا ورا محمد فؤاد ! محمد فؤاد ! خلتوه يقول : معقول .. لا مش معقول ؟
في الاول بصتله بامتعاض كده وتذكرت الليلة المشؤومة , واحد زميلنا تاني قاله يانهارك ! انت واقف قدامنا عادي كده .. حظك انك في الكويت عارف انت لو في شبرا يله مكنتش لحقت تخلص السيجارة اللي في ايدك دي !
طبعا واقف مراقب الموقف .. بعدها دخلت عليه فاس تو فاس كده ! انت بذمتك مقتنع انكوا تستاهلوا توصلوا كاس عالم بعد المهزلة اللي انتوا عملتوها في السودان .. انا مش عارف ليه الكره اللي في قلوبكم ده من ناحيتنا !
قاللي : على فكرة انتم اللي بدأتوا في القاهرة .. ولولا الطوب اللي رمتوه ماكان حصل شئ .. المهم الحديث طبعا خد الشكل المعروف من ان التكسير من جوه وانتوا اللي عملتوا التمثيلية دي والكلام اللي احنا شبعنا منه هنا ..
المهم , حسيت ان طبقة البلاك اللي كانت مغطية قلبي من ناحيته بدات تنصهر شيئا فشيئا .. واخدنا نتحاور عادي
اتكلمت معاه على يوم ماتش القاهرة وجون متعب اللي جه في الاخر ده !
قاللي وهو بيضحك اه والله انقهرت يومها وكنت بابكي .. قلتله انت باتشجع فريق مين ؟ مولودية وهران !!
قاللي لا باشجع وفاق سطيف ..
قلتله اه الحاج عيسى عندكوا مكسر الدنيا .. واتكلمنى عن حارسهم الصغير اللي وقف في الماتش الفيصل واثبت كفاءة ده ..
بعدين رجعنا نتكلم عن موضوع الماتش اياه .. وقال فعلا ان الحكومة عندهم بعتت طائرات حربية فيها مساجين وقالولهم لو رجعتوا احياء بتاخدون البراءة

.. عجبني صراحته مش زي الاراجوزات اللي كانوا بيطلعوا في بعض البرامج على شاكلة " الطوبة انتم اللذين حدفتموها يا قورومبو !!! " .. بس هو قال ان ده كان رد فعل على الاعتداءات اللي حصلت في القاهرة ..
ساعتها تذكرت يوم كنت رايح فيهم اجدد الباسبور , كنت قاعد في الاتوبيس الكورنبي ده وحد فتح برضه م الركاب سيرة الماتش ولقيتلك الكمسري بيقول ان احنا متظلمناش ولا حاجة احنا بدانا وضربناهم وهما رادوهلنا !! وطبعا مش هنسى ساعتها ان تلات تربع الركاب زامووووو عليه ازاي اما قال كده ..
- ولا ! ياعمي الحاج انت بتتكلم ازاي !!
- واللي يحكيلك مجزرة هو شافها امبارح ..
- واللي يقولك ماشفتهمش وهما ماسكين السكاكين في المدرجات
بصراحة لحظتها مااستبعدتش فعلا ان ممكن يكون حصلهم كده في القاهرة .. وفعلا الاعلام عندنا قال ان في طوب اترمى بس محدش اصيب .. طب ماهو في اعتراف اهوه !! يعني انت مثلا تخلي واحد ماشي قدامك وترميه بزلطه صغيره ماوسختلوش البنطلون حتى وتجري ..
يوم مايشوفك ويطحنك !! تيجي تقول احنا اتعمل فينا .. ومش عارف ايه , في الاول وفي الاخر انت اهانته ! ومش من الطبيعي انك تطلب منه انه يرد الاهانة بالمثل .. نحن لسنا بصدد قوانين نيوتن الفيزياقية : لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس في الاتجاه !
في الاول والاخر في تقصير قابلها جريمة ! لكن في الاول والاخر فيه تقصير وفيه جريمة .. واكبر حريقة سببها عود ثقاب صغير !
غلط استحمل غلطك وكن جاهز للرد .. احمي نفسك , زي مافي ميت واحد طلع حذر من كدا قبل الواقعة , وبعدين فين المؤتمر اللي البهوات بتوعنا كانوا بيقولوا هايعملوه !!
وفين الملف الجبار اللي هيظهر الحقائق .. فين ؟ وفين ؟ وفين ؟
والله كنت هافطس على نفسي م الضحك يوم مابلاتر رئيس الفيفا طلع وقال : لم اتوقع ان الملف المصري يكون بالضعف ده , وان احنا اللي ممكن نتعاقب على احداث القاهرة

! طبعا الكلام ده اعلامنا ماتناولهوش لان كل شئ نام واندفن خلاص , والناس نسيت .. واهي تسالي يا خالي !!
المهم بس يطلع لولو يقول كلمتين من بتوع نحن نشجب وندين وكرامتنا فوق اي حد . واحنا نعيط , ولولو يقول في حتة تانية واحنا نعيط ونتاثر وياااااه والله الراجل ده تمام وشخصية العام.. ويصبح لولو في الاخر بطل قومي ومصري على حق وبيقول للغلط لأ .. وتبسط السجادة الملكية بارادتنا نحن لقرون اخرى لا يعلم مداها الا الله .. وخلصت الحكاية باحلى نهاية ..
اكيد فيه حاجة غلط .. اكيد نظرية المؤامرة اللي الناس معيشة نفسها فيها دي مش مظبوطة , الفيفا هتبقى ضدك ليه يعني ؟ وهتبقى مع الجزائر ضدك ليه .. فكر بالدومة اللي في دماغك دي وماتخليش اعلامك يخون ذكاءاك ..
هما وصلوا لان منتخبهم كان افضل فنيا , ودي وجهة نظري م الاول واللي قلتها للواد- لعبوا 90 دقيقة قدامك رجالة - .. انتوا منتخبكوا ممتاز بس اللي بوظ الليلة العصابات اللي جاية وراكوا .. ماشاء الله محترفين من كل بلد واحنا هنا بنتنشق بزيدان والباقي راجع للمحروسة يجر اذيال الحسرة اذا كان ميدو ولا زكي ولا غالي ولا متعب ولا شوقي ولا.. ولا .. ولا ..

بعدها قالنا ان الجزائر هتوصل لنهائي كاس الامم وفرصها اكبر .. قلتله عندك ياعم فيه ايه ! انت بتتكلم مع البطل انت ناسي 2006 و 2008 .. قاللي لا .. تفرق فين ابوتريكة ! فين زكي !
لولا توجسي الشديد من خط الهجوم .. الا انني لم اظهر تلك الريبة , ورديت بثقة مابنقفش على لاعب وبعدين انت ناسي زيدان ولا ايه !
المهم قعدنا نتكلم .. وهو حاسس ان احنا هنتقابل تاني في افريقيا وانا بقلوا ماظنش .. ع العموم هانشوف
ونهينا الحديث وسلمنا على بعض وقاللي هابعتلك حاجة كده بعتلي اغنية من اغانيهم اللي بيشجعوا فيها فريقهم . كانت حلوة فعلا

, سيبته وروحت وانا ع الاقل تخلصت من كثير من المشاعر السلبية تجاه اخ كان في يوم من الايام عدو بالنسبة لي , وادركت ان كل ده شغل حكومات .. حكومة بتسهي الناس بالكورة .. وحكومة مستقتلة نفسها تجيب لبلدها مجد كروي علشان تلهي الشعب عن المجازر والبلاوي الداخلية ..
طبعا انا مش مع اللي حصل ده .. لكن في الاخر انا مقتنع مية في المية ان احنا في مصر تخاذلنا عن رد حقوقنا , وفي نفس الوقت قصرنا في نقل الوقائع للناس بحيادية .. وهنا على نفسنا قبل ما نهون على غيرنا ..
بس ومشيت وانا نفسيتي منشكحة ع الاخر وباغني بعض الاغاني الوطنية على راي الزعيم