اسطنبول الحرية 

بقلم : محمود محفوظ

فى البداية سنتناول الموقف التركى والعالمى من قضية اقتحام القوات الصهيونية إسطول الحرية .
اسطول الحرية هو عبارة عن اسطول مكون من ثمانى سفن ، تحمل هذه السفن أنواع كثيرة من المساعدات الإنسانية لأهالى غزة المحاصرين فى القطاع _وهو عبارة عن سجن كبير_ منذ حوالى ثلاث سنوات .
هذه المساعدات تحمل أبسط معانى الحياة الكريمة لأنسان قُدر له أن يكون عربيا وخاصة من أهل فلسطين المحتلة منذ عقود .
ولكن هيهات أن تصل تلك المساعدات مع وجود قوة بطش صهيونية مدعومة من إدارة الهيمنة الأمريكية .
فقررت قوات الجيش الصهيونى مهاجمة الاسطول فجرا فى عرض البحر وفى داخل حدود المياه الدولية .
قامت قوات الجيش باقتحام الإسطول وفتح نيران أسلحتهم فى صدور الناشطين السياسين ليوقعوا ما يقارب من التسعة عشر قتيلاًوعدد من الجرحى .
هؤلاء النشطاء الذين هم من عدة جنسيات مختلفة وعرقيات شتى وديانات وعقائد فكرية متعددة ، ما جمعهم غير شئ واحد وهو تقديم المساعدة لمن يرون أنه محاصر ويستحق مد يد العون لهم .
الموقف التركى يتعلق بما تتضمنه سفن الأسطول من سفن تركية وناشطين تركيين ، ف عندما حدث الهجوم من قبل قوات العدو الصهيونى قام الرئيس عبد الله جول بقطع زيارته لإحدى البلاد كان فى زيارة لها ، وعندما عاد قرر عقد اجتماع مع كلا من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية لبحث المواجهة الدبلوماسية للرد على التعدى الصهيونى السافر .
بعد ذلك بيومين اجتماع رئيس الوزراء مع المسئولين الأمنيين فى تركيا - أعلم من الصعب قيام حرب بين تركيا واسرائيل فى الوقت الراهن لأنهم يشتركون فى حلف شمال الأأطلسى (الناتو ) ولكن الأجتماع فى حد ذاته رسالة تهديد لاسرائيل _ .
وتركيا تقرر تخفيض التمثيل الدبلوماسى مع تل أبيب .
ورفع دعاوى قضائية لملاحقة القادة الأمنيين فى اسرائيل .
وهجوم لاذع على اسرائيل من قبل رئيس الوزراء فى البرلمان التركى .
ونواب البرلمان يدعون إلى ااتخاذ خطوات لمعاقبة اسرائيل
عذرا فهم نواب منتخبون و يدافعون عن حلم وطنى
ليسوا مثلنا مزورين وهمهم الأكبر الجاه واراضاء السلطان .

وحجة اسرائيل فى هذا االهجوم هو أن الناشطين كانوا يحملون أسلحة !!!!
أية أسلحة هذه ؟؟
وان كان كما تزعمون هل من العقل مواجهتها بقتل نشطاء حقوقوين عزل !!!!
ولكن اسرائيل تريد أن تُرىَ العالم مدى بطشها وقوتها العسكرية !!
البطش الصهيونى مستمد من الدعم الأمريكى المتدفق كماء النهر لا يتوقف أبدا مهما كانت السدود المقامة عليه .
دعم مادى ودعم فى مجلس الأمن مع وجود حق النقض (الفيتو )لمنع أى قرار يدين (يدين أى كلمة هذه تعيد دماء مراقة من أجل السلام) المجازر التى ترتكبها اسرائيل بزعمها دفاعاً عن النفس .
و كلا من جنوب إفريقيا وفنزويلا تسحبان سفيرهما من تل أبيب .
و دولة نيكارغوا تقوم بتجميد علاقاتها مع اسرائيل !!!!!!!
وضغوط دولية لتشكيل لجان تحقيق دولية فى الحادثة .

قد تكون اسرائيل تريد توجيه كلمة ل تركيا على خلفية عقد اتفاق التبادل النووى السلمى بينها وبين ايران والبرازيل .

أما الموقف العربى فحدث ولا حرج .
على الموقف الرسمى
مصر تعلن عن استنكارها عن هذه الفعلة الاسرائيلية وتصفها ب " استخدام مفرط للقوة العسكرية "
هذا التصريح يأتى متأخرا عن الحادثة بحوالى 8 ساعات !!
وما هذا الحنان فى الخطاب ؟؟ أكل هذا واستخدام مفرط للقوة !!!!!!!
قرار مصر بفتح معبر رفح .
أعلم أنها خطوة جيدة جدأ ،ولكن لماذا لم يتم فتحه من ذى قبل ؟
لماذا ننتظر مثل هذه المصائب حتى تستيقظ ضمائرنا ؟؟
وما الذى استجد فى الوضع الدولى القائم قبل وبعد الإ اقتحام الأسطول ،
حتى لا يتذرع أحد بالشرعية الدولية التى تطارد مصر حتى لا تعمل على فتح المعبر .
وهل هو فتح دائم ،أم مؤقت ؟

أما موقف الجامعة العربية ،
اجتماع وزراء الخارجية العرب بعد يومين من الحادث وهذا هو الاجتماع العاجل للتنبيه !!
وماذا حدث فى الإجتماع ، قرار قطع المفاوضات الغير مباشرة مع كيان العدو الصهيونى لا يتم إنجازه !!
والأدهى من ذلك هو تحفظ الوفد الفلسطينى على قرار قطع المفاوضات غير المياشرة .
ياسيدى الفاضل إن كنت تتذرع بضرورة وجدود علاقات مع العدو للتوصل إلى حلول ،أتفق معك فى هذا لكن الموقف يقتضى عليك أن تقطعها حاليا وبعد ذلك ابحث عن طرق اعادتها .
ليس من العقل أن تجد من يقف معك فى مواجهة عدوك وأن ترفض أن تقوم بشئ فى يديك .
وما الذى أتت به المفاوضات الا كما تناله أيدى المتسولين على ذوى الجاه والسلطان .
القوى لا يعترف ولا يحترم الإ القوى الذى يضاهيه فى جاهه وقوته
أما الضعيف عنده فلا يستحق الوجود .

لا أعلم لماذا نحن - العرب - عندما نجد تركيا تواجه اسرائيل نقول عليها أن دولة تقيم علاقات اقتصادية وسياسية ودفاعية مع اسرائيل
وهذا الذى تفعله الأن نقول عليه لعبه دنئية تُمارس علينا .
ونقول أيضا أنهم يحلمون بالدولة العثمانية القديمة
.
وعندما تواجه إيران اسرائيل نقول عليهم أنهم فُرس ويحلمون بعودة إمبراطورية فارس القديمة
أو هم شيعة كأن الشيعة كفرة وليسوا من المسلمين .


ياسيدى هناك مثل يقال
عدو عدوى صديقى " "

بعد ذلك نبحث عن العلاج الواقى بعدما نستأصل الورم الخبيث.

ولما لا نحلم نحن ب امبراطورية عربية كما كنا قديما يملؤها العدل والتسامح ، ويكون لنا هدف إقامتها بدلا من سعى الملوك والأمراء والرؤساء بتأمين كراسيهم وتورثيها ل أبنائهم .

يجب أن يجمعنا حلم قومى مشترك يسعى كلا منا فى تحقيقه والفرد يعمل من أجل الجماعة .

وما حال الشعوب العربية كأنها رضت بالزواج من الخنوع والخضوع .

أرى الهمم قد أُثبطت وضُيعت .

ف لتحل علينا رحماتك يا الله حتى نفيق من سباتنا ونستعيد مجدنا الماضى .