أهلاً بك, ضيف | RSS
الإثنين, 2025-07-14, 3:01 PM
الرئيسية » 2010 » أوكتوبر » 14 » لأول مرة فى محطة مصر
2:59 AM
لأول مرة فى محطة مصر

لأول مرة في محطة مصر

بقلم : محمد شريف



 

بعد يوم طويل وشاق تجاوزت درجة الحرارة فيه 35 , وفي طريق عودتي المعتاد من القاهرة الى مدينة الباجور احدى مدن محافظة المنوفية والذي عادة أبدأ فيه بركوب المترو من محطة الدمرداش , لم يخطر ببالي أبداً اني سوف أخوض تجربة جديدة في حياتي وهي ركوب القطار من محطة مصر عائداً الى الباجور .

 

كنت واقف على رصيف محطة الدمرداش منتظراً قدوم المترو , وعندما قدم قطار المترو كالعادة ركبت من باب الصعود وكالعادة أيضاً وجدت الركاب ينزلون من الباب المخصص للصعود دون الاهتمام بالعلامات الارشادية.

وفجأة أجد أمامي أحد أصدقائي من مدينة الباجور وهو طالب أيضاً في جامعة عين شمس وكانت مفاجأة سارة جداً لكلينا فتعانقنا وبدأ كل منا بالسؤال على حال الآخر . بادر صديقي بالسؤال عن كيفية رجوعي الى الباجور فجاوبته عن طريق المواصلات المعتادة بعد النزول من محطة شبرا الخيمة استقل الميكروباص من موقف المؤسسة الى الباجور (ولكن لمن لا يعلم فان ركوب الميكروباص في هذا الوقت يعتبر مغامرة صعبة الوصف ) , فعرض عليا صديقي ركوب القطار من محطة مصر فترددت في اجابتي كثيراً الا اني في النهاية وافقت حتى أجد رفيقاً لي في طريق عودتي ولفضولي الشديد لدخول محطة مصر حيث اني لم أدخلها في حياتي وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي .

 

خرجنا من محطة مترو مبارك , وفي طريقنا لمحطة مصر وجدنا المحطة مغطاة من الخارج لأعمال التجديد فيها فأخذت أنا وصديقي في السخرية من ذلك الغطاء (كعادة أي مواطن مصري في السخرية من أي شئ) .

 

وفي محطة مصر وجدت هذا المكان تماماً كما أشاهده في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية , مكان كبير جداً شاهق الارتفاع , اسمع صوت موظف الاستعلامات الغير مفهوم , أرى المصريين من كل بقعة في مصر وقد تجمعو في مكان واحد , أرى الاختلاف في اللهجات وألوان الوجوه , أشاهد الجرارات مختلفة الأشكال والأنواع منها الجديد ومنها القديم جداً ومنها المجري كما يطلق عليه صديقي والذي يصفه بأنه أسرع القطارات .

 

بأمانة لم أجد أعمال التجديد التي أطلقت لها وزارة النقل أكبر حملة اعلانية بعنوان (المصري اللي على حق يقول للغلط لأ) بل وجدت مكان يسوده الاهمال والفوضى سواء من العاملين أو الركاب , تجد الباعة المتجولين في كل مكان , تجد المتسولين في كل مكان أيضاً سواء على الأرصفة أو عربات القطارات .

 

وأثناء قطع التذكرة سألت صديقي على ثمنها فقال 2 جنيه ونص فأعطيته ثمن التذكرة ووقفت في مكاني كي أكون بجوار حقائب السفر  فعاد الي مرة أخرى من بعيد وهو يتمتم بكلمات لم أفهمها فقلت له ما بك قال بأنهم جعلو ثمن التذكرة 3 جنيه ونص فقلت له ولماذا الزيادة قال بأن هذا يحدث فقط عند قطع التذكرة من داخل عربة القطار ولكن هذه المرة لا يعرف لم السبب فتساءلت في نفسي لمن تذهب هذه الزيادة !!!!!!

 

وعلى الأرصفة تجد من يجري كي يلحق بالقطار ومن هو منتظر لمجئ القطار وتجد من يعبر بين الأرصفة على شريط السكة الحديد بدلاً من عبور الأرصفة عن طريق الأنفاق المخصصة لذلك !!!!!!

 

اتجهت أنا وصديقي الى رصيف قطار الزقازيق حيث وجهتنا الذي سوف يؤدي بنا الى محطة بنها .

وفي الطريق الى عربتنا وجدنا عربات الدرجة المميزة المكيفة فقلت لصديقي لما لا نركب هذه العربة فقال ان المسألة لا تستحق حيث أن المسافة لبنها لن تأخذ أكثر من نصف ساعة , واتجهنا لعربتنا (عربة الغلابة اللي زينا) .

نعم تجدها مهملة حيث الزجاج المتكسر والكتابات على الحوائط  الا انها أرحم بكثييييير من ميكروباص المؤسسة حيث تجد مكان ملائم تجلس عليه ومكان   تضع فيه حقائب السفر.

وأثناء رحلتنا الى بنها كان يركب معنا العائدون من الجيش وهم من الصعيد والذين لم يكفو عن الكلام والضحك طوال الرحلة (بصراحة دمهم عسل) .

الرحلة لم تأخذ سوى 40 دقيقة فقط (وهي الى حد ما زمن جيد جداً) مررنا خلالها بمحطات شبرا وقليوب وقها وطوخ .

أثناء الرحلة تجد القطارات الأخرى التي لا تتوقف في المحطات حيث أن وجهتها الصعيد وهي ذات الجرار المجري (السريع) , وأثناء مرور هذه القطارات كنت أنا وصديقي نتذكر مسائل الفيزياء التي كنا نحسب بها سرعة   وزمن مرور القطار بجوارنا سواء كان في نفس الاتجاه أو عكس الاتجاه .

 

وصلنا بسلامة الله لمحطة بنها , وجدت في المحطة نفس السلبيات التي وجدتها في محطة مصر , الا انه كان هناك شئ ايجابي يستحق الذكر حيث وجدنا مكان لصلاة المغرب .

 

في قطار بنها الباجور , حدث ولا حرج .

العربات كلها ظلام دامس الا عربة واحدة تجدها مزدحمة بالركاب , فاضطررنا أن نركب احدى العربات المظلمة كي نستطيع الجلوس على مقاعد _ جملة اعتراضية (تخيل لو أنك بنت وكنت وحدك ماذا كنت ستفعل في مثل هذا الموقف !!! ... لاتعليق)  _ داخل العربة تجد من هو نائم ومستلقي شاغلاً 5 مقاعد واذا اضطر أحد أن يوقظه لكون جميع المقاعد قد شغلت يصرخ في وجهه ويبدأ في الشجار معه وكأنه قد دخل عليه غرفة النوم الخاصة به !!!

ومن المواقف الكوميدية أيضاً تجد الكومسري يستخدم كشاف بطارية للكشف على تذاكر الركاب وهو يترنح بين الركاب , في هذه اللحظة تذكرت على الفور حالة السينسوري أتاكسيا !!!!!!

 

الرحلة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة(وهو زمن في حد ذاته قياسي) مع الوقوف المتكرر في محطات اسطنها وميت الوسطى وسبك الضحاك .

 

وصلنا بسلامة الله الى مدينة الباجور وقد مررت بتجربة وهي الأولى من نوعها بالنسبة لي حملت العديد من الايجابيات والسلبيات .

 

سؤال أود طرحه في نهاية هذا المقال :

لماذا لا يتم خصخصة قطاع سكك حديد مصر ادارياً ؟

حيث أنه بذلك سيتم التغلب على العديد من المشاكل الخاصة بهذا القطاع بدلاً من المصاريف والأموال المهدرة دون طائل في هذا القطاع , ونعطي الادارة لاحدى الشركات المختصة في مثل هذه الأمور حيث أن هذا القطاع الحيوي يخدم الملايين من المواطنين يومياً .

مشاهده: 322 | أضاف: vitsh | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
Copyright MyCorp © 2025 |