أهلاً بك, ضيف | RSS
الجمعة, 2025-07-18, 5:59 PM
الرئيسية » 2011 » فبراير » 19 » عايزين ثورة رياضية
7:52 PM
عايزين ثورة رياضية

عايزين ثورة رياضية بقلم محمود عبدالعليم



كثيرا ما جال بخاطرى _ومثلى الكثيرين من أبناء بلدى _ودار بذهنى أحلاما وردية لطالما ظننت أنها بعيدة المنال بل واعتبرت مجرد التفكير فيها ضربا من انواع الخيال .
ومن بين تلك الاحلام التى دارت فى مخيلتى لفترة طويلة كان حلم الهجرة من تلك البلاد التى أحيا بها الى بلاد أخرى حيث الحريات المدنية والديمقراطية الحقيقية وحكومات تسمح باستغلال طاقات الشباب وعنفوانه فيما يعود بالنفع على المجتمع بأكمله .
كنت أسعى لترك أراضى الذل والمهانة والبحث عن أراضى أخرى يملؤها العزة والشرف , كنت أبغى استرداد كرامتى المسلوبة كانسان وأتطلع الى اكتشاف قدراتى التى حبانى الله اياها فى بلاد جديدة وآفاق أخرى بعيدا عن موجات القمع واستغلال النفوذ التى كانت تعصف بشباب الأمة وتستنفذ خيراتها .
ولم أكن أتوقع أن حلمى وحلم الكثيرين من شباب مصر سيتحقق بتلك السرعة المذهلة فلقد هاجرت بالفعل وهاجر معى الشعب المصرى بأكمله "ولم تكن هجرة اعتيادية " لم نهجرالأرض ولكن هجرنا عقولا أسرها الظلم واستبدها وتركناها فى غياهب الزمن سعيا الى عقول ناضجة متفتحة تنظر للمستقبل بوجه مشرق ملئ بالأمل والطموح .
وهكذا جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتحرر العقول المصرية من قيودها وتقدم للعالم بأسره نموذجا مثاليا يحتذى به فى الصبر والتضحية وحب الوطن والدفاع عن الحقوق , فهنيئا للمصرييين بالثورة المباركة وهنيئا لمصر بعودة أبنائها الى أحضانها .
وهاهى مصر تفتح ذراعيها من جديد لتستقبل أبناءها الطامحين فى استعادة مكانتها واسترداد دورها كقائدة عظيمة بين مصاف بلدان منطقة الشرق الأوسط .
ولا ننسى فى غمرة فرحتنا أن نبعث بتحية اجلال وتقدير لشهداء الثورة الذين ارتوت الاراضى المصرية بدمائهم الطاهرة ولم يبخلوا فى سبيل حرية وطنهم بكل غال ونفيس – رحمهم الله وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان -.
والآن دقت ساعة العمل ................
كان لابد من تلك المقدمة فى مقالى الرياضى كأقل تقدير منى أستطيع تقديمه اعترافا واحتفاءا بما قدمه هؤلاء الأبطال فى سبيل حياة كريمة لهم وللأجيال القادمة من بعدهم وللتأكيد على أنه آن الاوان لحصد مكاسب ثورتنا الحقيقة وهذا لن يتأتى الا بالجد والعمل فى مختلف المجالات ومنها بالطبع المجال الرياضى .
نحن نحتاج بالفعل الى ثورة رياضية تغير مفاهيم الرياضة لدى أبناء الشعب المصرى كثورة ميدان التحرير ، ثورة لا تحتاج الى مظاهرات أو مشاحنات كسابقتها ولكنها تتطلب أن يشعر كل عنصر من عناصر المنظومة الرياضية المصرية أنه حان الوقت لنتغير حتى تتغير بنا مصر ونرتقى بالبلاد على المستوى الرياضى .
فالرياضة المصرية تعانى من ويلات الفساد الذى استشرى فى جميع عناصرها ولا مفر من اقتلاع جذوره حتى ننهض بها ثانية إيمانا بدور الرياضة _وكرة القدم خاصة _فى رقى البلاد ورفعتها , فلنبدأ معا رحلة التغيير بوضع أيدينا على مواطن الخلل واكتشاف أخطاء الماضى والبحث عن أفضل الحلول لمشاكلنا الرياضية كى نعبر المأزق الذى نمر به .
ونبدأ باتحاد كرة القدم المصرى فلا ينكر أى منصف أنه يعانى الكثير من المشاكل الادارية كما أنه يعانى من تخمه فى لجانه المتعددة التى لا ضابط ولا دور حقيقى محدد لها ولا تسير على منهج واضح للجميع.
وكثيرا ما سمعنا عن قضايا الفساد داخل أروقة الجبلاية ومن ضمنها قضية أسامة خليل الذى طعن فى شرعية الاتحاد من الأساس برئاسة سمير زاهر .
ومع كامل الاحترام لشخص سمير زاهر ولكن لا يفوتنا أن نذكر أنه أيضا سبق اتهامه فى قضايا العلاج على نفقة الدولة الشهيرة والتى مازالت التحقيقات فيها جارية حتى الان , فاذا كان هذا هو رئيس الاتحاد فماذا عن باقى أعضاء المجلس " إذا كان رب البيت ....................."
لم يتفرغ أعضاء الجبلاية لعملهم التطوعى الموكلين به وانشغلوا ببرامج التحليلات فى القنوات الفضائية والغريب انهم يناقشون قضايا الكرة المصرية ويتبادلون الاراء فيها على الشاشة الصغيرة بدلامن أن يناقشوها داخل أروقة المجلس ، فمنهم من يهاجم زميله رغية منه فى الدفاع عن ألوان ناديه السابق واستجلاب عطف جماهيره ، والاخر يستغل منصبه فى عرض القرارت المصيرية التى تخص الكرة المصرية فى برنامجه الفضائى الملاكى ، وهناك من يهتم بالبدلة الجالبة للحظ أكثر من اهتمامه بأى شئ آخر ، وهكذا كل منهم فى واد ولم نسمع قط عن ارائهم فى كيفية النهوض بالرياضة المصرية بقدر ما سمعنا عن استباقهم للحصول على رئاسة البعثات الخليجية اياها والبعد عن بعثات أدغال افريقيا الموحشة اللى مفيهاش علب وهدايا.
آن الاوان لإعادة هيكلة اتحاد الكرة المصرى وتحديد اختصاصات كل لجنة من لجانه واسناد ادارتها للمتخصصين بدلا من اسنادها لمعتزلى الكرة السابقين , أظن أيضا أنه حان الوقت لإيجاد حل للمشاكل التى تؤرق الوسط الرياضى فى مصر كمشكلة البث الرياضى والمعسكرات الخليجية التى لاطائل منها سوى الهدايا اياها .
ينبغى على اتحاد الكرة الموقر أن يضع فى عين الاعتبار الارتقاء بمستوى الحكام المصريين وزيادة بدلاتهم بعد ما أصبحت سمعة الحكم المصرى على المحك ويجب أن يعيد لهم هيبتهم اللتى افتقدوها فى الملاعب المصرية وهل هناك أهم من قضاة الملاعب .
ننتقل الى جانب آخر نتمنى أن تطوله رياح التغيير ألا وهو سياسة الهيئات والمؤسسات الحكومية التى تمثلها فرق كروية كوزارة البترول والتى يمثلها 4 فرق فى الدورى الممتاز ودورى الدرجة الاولى كذلك هيئة القوات المسلحة ووزارة الداخلية يمثلهم 4 فرق فى المسابقتين .
هذه المؤسسات تنفق ببذخ الملايين من الأموال العامة ( أموال الشعب ) على الفرق الرياضية الكروية دون أدنى استفادة تعود على الرياضة المصرية , والافضل من ذلك انفاق هذه الاموال على العاملين بهذه المؤسسات او حتى فى تحسين كفاءة الخدمات .
والغريب أنه طبقا للمادة 18 من قوانين الفيفا فانه يحظر تمثيل أى هيئة ما أو مؤسسة بأكثر من فريق فى مسابقة واحدة أى أننا مخالفين للقوانين الدولية ونتحايل عليها بمسميات مختلفة للاندية بدلا من البحث عن الصالح العام .
هل من المعقول أن دولا نفطية يعتمد اقتصادها كلية على البترول كدول الخليج ليس لديها أى فرق بترولية بينما وزارة البترول المصرية ب " لترين جاز " تنفق على 4 فرق كروية !!!!.
وكذلك القوات المسلحة ونحن لا ننكر بل ونقدر دروها العظيم فى احتواء والحفاظ على الثورة ولكن كرة القدم ليس ميدانا للقوات المسلحة لاستعراض القوة مثلا ، فاذا كان النشاط الرياضى لدى القوات المسلحة لا يدرأى أرباحا ولا يجنى طائلا فانى أهيب بالأب _ المشير محمد حسين طنطاوى _ بقرار محترم ينقذ الرياضة المصرية وأنديتها الشعبية من غول أندية الشركات والهيئات والوزارات الحكومية ، وربنا يستر .
ولكن ماذا عن الاعلام الرياضى فى مصر ؟؟!!.
لقد أصبح الاعلام الرياضى والقنوات الرياضية المصرية الخاصة مرتعا لكل من هب ودب فهذا يتشاجر ويتناحر مع ذاك وهذا يدافع فقط عن انتمائه الشخصى ضاربا بعرض الحائط لقواعد الحيادية او لمشاعر المشاهدين وهناك من يستغل الشاشة فى خلافاته الشخصية ويعتبر الشاشة عزبة ورثها عن أبيه وليس هناك دليل أكبر من رواسب المشكلة المصرية الجزائرية الاخيرة التى ما زلنا نعانى من أضرارها الى الان وقد كان السبب الرئيسى والاساسى فيها هو الحرب الاعلامية المستعرة بين اعلامى البلدين .
وهناك أيضا النقاد الرياضيين والصحفيين فمنهم من يراعى الله فى قلمه ويعلم ميثاق شرف المهنة و يعرف أهمية ودور الكلمة ويحافظ على مصداقيته لدى الجماهير العريضة ومنهم للأسف من لايهتم الا بمصالحه الشخصية ولا يلتفت الا لانتمائه الشخصى ويدافع عن ناديه بكل تعصب مستغلا الظروف التى وضعته فى مكان لا يستحقه .
نأمل فى المهندس أسامة الشيخ أن يعيد الاعلام الرياضى المصرى الى نصابه حتى لاتضطرنا الظروف الى أن نغير مؤشر الشاشة الى الجزيرة الرياضية كما حدث مع التلفزيون المصرى "تلفزيون الدولة " أثناء الثورة . 
هذه الشاشة ليست مسرحا لتبادل الاتهامات أو التراشق بالألفاظ أو القاء النكات التافهة بل انها بمثابة منبر شريف له قدسيته ولايجوز أن يعتليه إلا من يقدره ويعترف بقيمته ويحترم عقلية المشاهد المصرى. 
يتبقى لنا أن نتحدث عن اللاعبين المصريين الذين أصبحوا نجوم مجتمع بفضل آهات وتصفيقات هذا الشعب الكادح ، هؤلاء اللاعبون سواء كانوا من أصحاب الملايين أو الغلبانين اصحاب مئات الالوف بس عليهم أن يتقوا الله فى مصدر رزقهم الوحيد كما يزعمون وأن يجدوا ويجتهدوا نظير ما يتقاضونه من مبالغ باهظة.
لطالما حلمت مثل حلم الهجرة تماما أن أرى الروح الرياضية منتشرة بين اللاعبين المصريين وأ ن يهنئ المهزوم الفائز ويراعى الفائز مشاعر الخاسر قتلك هى الرياضة الحقيقية التى تهذب النفوس وتعلى روح المنافسة الشريفة بين الفرق وبعضها .
أقولها بعلو صوتى لكل لاعب من لاعبى كرة القدم المصريين ، ان كنت تبحث عن المال والشهرة والنجومية فهو حقك ولكن عليك أيضا أن تحترم الجمهور الذى يحييك ويرفعك الى أعلى مصاف نجوم المجتمع وتقدر النعمة والموهبة التى وهبها لك الله عز وجل وتحافظ عليها وتحاول أن تنميها وتتذكر أن هناك الملايين ممن لعبوا كرة القدم فى العالم أجمع ولكن المئات منهم فقط من تتغنى بأسمائهم الجماهير حتى بعد اعتزالهم الى الان ويتذكرهم التاريخ .
لقد جعلك الله مصدرا من مصادر السعادة و سببا فى رسم البسمة والفرحة على شفاه كثير من الوجوه العابسة بسبب هموم ومصاعب الحياة فاغتنم تلك الفرصة ولا تضيعها حتى لاتضيع من ذاكرة الناس .
والان جاء دورى ودورك ودور الجماهير العريضة التى تلتف حول الساحرة المستديرة ، هذا الجمهور الذى استطاع أن يعبر بثورته السلمية كل حواجز الظلم والقهر هو نفسه جمهور كرة القدم القادر على القيام بدوره على اكمل وجه فى نهضة الرياضة المصرية .
لقد عانينا كثيرا من سلوك الجماهير فى الفترة الماضية وكانت كل روابط الاندية تبذل قصارى جهدها فى تأليف الاغانى التى تسئ للمنافس أكثر من انشغالها بفريقها ، شاهدنا من يشبه منافسيه بالقرود ويرد عليه التانى بالتشكيك فى وطنيته وهكذا وصلنا بالرياضة الى أحط مستوى من الاخلاق وبدلا من أن تسمو الرياضة بأخلاقنا ، انحدرنا بها فى أعماق الظلام والجهل .
ولكن ؛ وبفضل الله ، لم يعد هناك مثيرى شغب بين الجماهير يعد ما تقارب الجميع والتفوا حول بعضهم البعض فى ميدان واحد تجمعهم مطالب واحده ، ليس من المعقول أن شباب الثورة التى كان المسيحى يحمى فيها المسلم أثناء صلاته سيعود الى ما كان عليه قبل الثورة من تعصب أعمى ومشاحنات ومشاجرات حادة بسبب اختلاف الميول الكروية ، هل من الممكن أن تفرق الميول الكروية ما جمعته الثورة الوطنية ؟؟!!
ينبغى على كل جمهور أن يتفنن ويبدع قدر الامكان فى تشجيع فريقه ويبتكر أروع وسائل التشجيع كما يحلوله ولكن بعيدا عن الاساءة للمنافس .
أخاطب YD,UWK,CRV,UD,UA وكل جروبات التشجيع المختلفة ، امحوا ذاكرة الماضى وفكروا فى الارتقاء بمصر ، لاتضيعوا دم الشهداء هدرا بالتفريق بين ما جمعته دماؤهم مرة أخرى , حافظواعلى بلادكم ، نريد أن نحتفل فى الاول من مارس القادم بعيد الرياضة المصرية الحقيقى الذى يسعى فيه كل فرد فى المنظومة الرياضية فى ازالة غبار الماضى والانشغال بهدف أسمى والتخلى عن كل الاغراض الشخصية من أجل بلادنا الحبيبة .
وفى نهاية كلامى أتمنى أن يجتاح طوفان 25 يناير كل ظلمات الفساد فى مختلف المجالات وأن ترتقى بلادنا ونسمو بها الى أعلى المراتب ، وأن نبدأ مع أنفسنا عهدا جديدا نطمح فيه الى التغيير حتى تتغير بنا مصر الى ما نحلم به وتستعيد مكانتها بين الدول .ودائما وأبدا تعيشى يا ضحكة مصر .
مشاهده: 335 | أضاف: vitsh | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
Copyright MyCorp © 2025 |