الرئيسية » 2010 » نوفمبر » 30 » 4ولا3....المهم التلاتة
3:12 PM 4ولا3....المهم التلاتة |
بقلم : محمود عبد العليم 
انتشرت فى الاونة الاخيرة الكثير من الاراء حول خطط اللعب التى تطبقها الفرق المختلفة فى الدورى المصرى الممتاز لكرة القدم , فمنذ اعوام سحيقة من عمر المسابقة كانت جميع فرق الدورى تلعب بطريقة 3-5-2 او بمعنى ادق 5-3-2 (طريقة الليبرو). هذه الطريقة التى يعتبرها كل المدربين المصريين هى الطريقة الاضمن والاسهل والتى يظن البعض ان اللاعب المصرى لايجيد غيرها وكأن ذلك مذكور فى( كتالوج اللاعب المصرى ).
والغريب انه فى الست سنوات الاخيرة عندما كانت الفرق المصرية تلعب بتلك الطريقة لم تكن المسابقة المصرية الا عبارة عن مضمار سباق به متسابق اوحد يعتلى الصدارة وهو يقود اسرع سيارات الفورملا وخلفه باقى المتسابقين بفارق شاسع فى نفس السباق ولكنهم يقودون ال ( fiat ) . فكان الاهلى ينهى المسابقة دائما قبل نهايتها ب5 اسابيع على الاقل وهو افضل خط هجوم وافضل خط دفاع واكثر الفرق تحقيقا للفوز واقل الفرق تعرضا للهزيمة وكأنه يلعب بمفرده بالمسابقة . وهذا يدل على ان تلك الخطة التقليدية لاتضمن النجاح بالمعنى المطلوب بالعكس فهى قد تقيد من الفكر الهجومى لدى اى مدرب ما لم يستطع ان يستغل امكانيات لاعبيه وتوظيف قدراتهم .
وفجأة , وفى موسم 2006/2007 باغت طارق العشرى جميع خبراء الكرة المصرية ورفع راية العصيان على التقاليد المصرية الكروية فى اول موسم له تولى فيه قيادة فريق حرس الحدود خلفا للمخضرم حلمى طولان . واعلنها العشرى صراحة انه لا3-5-2 بعد اليوم داخل الحرس وانتهج العشرى خطة 4-4-2 مسايرا للركب العالمى الكروى ومتحديا كل الاراء والخبراء . وتوقع الجميع ان يسقط الحرس وألايستطيع العشرى مواصلة المشوار, ولكن الفريق العسكرى صمد بل وتألق فى المسابقة المحلية واستطاع تحقيق بطولة الكأس وتوالت مشاركاته الافريقية مع اداء مبهر ولافت للنظر مماجعل من الحرس بعبعا تخشاه كل الفرق سواء على ملعبه او خارجه .
ولكن هل كان السبب فى هذا الخطة نفسها ام قدرة العشرى فى اكتشاف قدرات لاعبيه وتوظيفهم بالشكل الامثل بالرغم انهم لعيبة مصريين برضه.؟؟!!
وهكذا ظل نجاح العشرى سؤالا يلح على كل متابعى الكرة المصرية من خبراء ومدربين فنيين واعلاميين رياضيين بعدما توقعوا فشله وفوجئوا بنجاحه الباهر والمذهل .
وحل علينا موسم 2009/2010 والذى رحل فيه مانويل جوزيع أعظم مدرب فى تاريخ الكرة المصرية وجاء حسام البدرى مديرا فنيا للنادى الاهلى والذى كان اول تصريح له بعد توليه المسئولية . "3-5-2 دقة قديمة وامكانيات لاعبى الاهلى اكبر منها بكثير" ,وفوجئ الجميع ايضا بقرار من البدرى بانتهاج خطة 4-4-2مع الفريق مؤكدا ان هذه الخطة هى القادرة على ابراز واستغلال امكانيات لاعبى الاهلى بالشكل الامثل . و هل هناك استغلال افضل من استغلال جوزيه لقدرات لاعبيه وتحقيق اكبر انجازات للنادى الاهلى على مدار تاريخه ؟؟!!. وانطلق الموسم الكروى وأدى لاعبو الاهلى بشكل مرض الى حد كبير فى البداية وبدأ يرتفع مستوى اللاعبين تدريجيا مع توالى المباريات ولكن كانت هناك مشكلة كبرى فى غزارة الاهداف التى كانت تسكن شباك الفريق وبالطبع هذا ناتج عن العيوب الدفاعية فى خطة 4-4-2 والتى تتطلب قدرات ومهارات خاصة فى قلبى الدفاع وظهيرى الجنب . وهكذ استمر الحال على نفس المنوال وانتهى الموسم والاهلى بطلا للدورى كالعادة وخسر الاهلى فى نهائى الكأس بركلات الحظ الترجيحية بعدما كان أقرب للفوز وكان الجمهور راضيا عن مستوى الفريق ونتائجه بشكل عام على مدار الموسم باكمله .
والجدير بالذكر ايضا ان خلال الموسم تولى حسام حسن قيادة القلعة البيضاء وانتهج هو الاخر خطة 4-4-2 واستطاع من خلالها ان يعيد الزمالك الى موقعه الطبيعى فى المنافسة على البطولة بعد الكبوات التى عصفت به على مدار السنوات الاخيرة .
ومع انتهاء الموسم الماضى كان قطبى الكرة المصرية يطبقون خطة 4-4-2 وهذا كان يعنى ان خريطة الكرة المصرية على مشارف عهد جديد وبوادر تغيير جذرى فى كل المعتقدات المصرية الكروية.
وبالفعل كما توقع الجميع , هل علينا الموسم الجديد بشكل جديد وغريب على الكرة المصرية وبعد ان اطلق شرارتها العشرى مع الحرس ثم البدرى وحسام حسن مع القطبين الكبيرين ,سار على نهجهم معظم مدربى الفرق المصرية فها هو مختار مختار يقود ابناء بورسعيد بتلك الخطة الحديثة وكذلك كابرال البرازيلى مع زعيم الثغر ومالدينوف البلغارى مع انبى .
وارتفع مستوى الدورى المصرى نسبيا مع زيادة الفكر الهجومى لدى كل الفرق تقريبا فلم يعد هناك فريق كبير او صغير كل الفرق تسعى للفوز سواء على ملعبها او خارجه باستغلال الخطط الهجومية داخل خطة 4-4-2 او استغلال ثغراتها فى المنافسين الذين يطبقونها.
وبالرغم من تلك المؤشرات الجيدة وغزارة الاهداف بشكل لافت للنظر الا انه الناظر بعين فاحصة للمستوى الحقيقى لاغلب فرق الدورى سيجد غياب الالتزام الخططى والتكتيكى عند اغلب الفرق ان لم يكن كلها. والاهتمام بالنواحى الهجومية عند كل الفرق دون النظر للنواحي الدفاعية وليس ابلغ من ذلك انتهاء اغلب مباريات الدورى بنتيجة 3/2 والتى تعنى الاندفاع الهجومى من كلا الجانبين بدون اى حسابات او اى التزام داخل الملعب.
وبالفعل كانت تلك المؤشرات خادعة بشكل كبير لمعظم الفرق التى غيرت من اسلوب لعبها بشكل جذرى , فلم يكد ينتهى ثلث المسابقة وفوجئنا بالانكسارات والهزائم تتوالى على تلك الفرق كالاتحاد والمصرى وانبى كما لاحظ الفنيون هبوط مستوى الاهلى البطل بشدة حتى جاء الاسبوع الحادى عشر .
وحدث زلزال المدربين فكان اسبوع التضحية بالمدربين بعد العيد الكبير ,فأطيح بالبدرى من الاهلى بعد هزيمة الاسماعيلى المخذية وكابرال من الاتحاد بعد مباراة انبى. وبعدها طالت رياح التغيير المصرى البورسعيدى بعد سقوط الفريق المدوى امام سموحه وأقيل مختار مختار . وكان من الطبيعى ان يعود معظم المدربين الى الطريقة القديمة والتى يظن البعض انها طريقة تفصيل على اللعيبة المصرية .
ولكن , وبعد اندثرت بشدة خطة 4-4-2 فى معظم الفرق المصرية فى الفترة الاخيرة من الموسم الحالى .
هل العيب فيها ولا فى اللعيبة ولا فى المدربين ولا ايه ؟؟!!
حقيقة انا أؤمن بالمثل القائل (اللى تكسب به العب به ) وبكل صراحة أؤكد ان الفيصل النهائى فى اختيار الخطة المناسبة لاى فريق هى الامكانيات والقدرات المتوافرة لدى لاعبى ذلك الفريق . فمما لاشك فيه ان الغرض الرئيسى لاى مدير فنى خلال قيادته لاى مباراة للفريق الذى يتولى مسئوليته هو الفوز بنتيجتها والحصول على الثلاثة نقاط مستخدما كل الوسائل المتاحه لدى امكانيات لاعبيه , فكل مدرب يسعى للفوز وكذلك الجمهور ومجالس الادارات المختلفة فى كل الاندية . فلا يهم الجمهور ان يلعب المدرب بخطة 4-4-2 او 3-5-2 او حتى 2- 3-5 !! بقدر اهتماهه فى النهاية بالنتيجة التى تئول عليها المباريات واداء لاعبيه خلال تلك المباريات .
ولاننسى ان مانويل جوزيه نفسه خلال قيادته الاولى للاهلى حاول ان يطبق خطة 4-4-2 مع الفريق وكانت النتيجة انه خسر اولى مبارياته خسارة فادحة امام غزل السويس بهدفين نظيفين فعدل من قراره وعاد الى الخطة المناسبة للاعبيه انذاك فكانت النهايه بأن حقق ما حقق من انجازات وبطولات سجلها التاريخ الرياضى المصرى
ولا ننسى ايضا ان العشرى لم ينجح فى تنفيذ خطته الا عندما كان حرس الحدود يمتلك مجموعه اللاعبين القادرين على تنفيذها أمثال عبدالسلام نجاح وعيدعبدالملك وهانى سعيد واحمد سعيد اوكا واحمد عبدالغنى ووليم منساه ومحمد مكى . ولكن بعد ان انفرط عقدالفريق برحيل بعض النجوم وكبر سن البعض الاخر وتدنى مستوى الاخرين ومع اصرار العشرى على خطته بالرغم من كل تلك الظروف والتى طالت الهيكل الاساسى للفريق , كانت النتيجة ان توقفت مسيرة الحدود وهبط مستوى الفريق بشكل ملحوظ وتراجعت نتائجه فى الاونة الاخيرة .
ولنا ايضا فى مدرب المنتخب الوطنى كابتن/ حسن شحاته مثال جيد فمنتخب مصر لم يحقق انجازاته الا ب3-5-2 ولم يخفق منتخبنا الا ابان تطبيقه الخطة العالمية 4-4-2 . وكلنا نذكر كيف كان منتخبنا يفشل فى تطبيق تلك الخطة امام اضعف الفرق الافريقية خلال التصفيات المؤهلة لكأس الامم فتسوء النتائج ويتأزم موقف الفريق ,فيعود المنتخب الى الخطة المناسبة لامكانيات لاعبيه فنتخطى مأزق التصفيات بصعوبة بالغة ثم نفاجئ العالم فى البطولة الافريقية ونسحق اعتى الفرق الافريقية بترسانة المحترفين التى تمتلكها بخطتنا التقليدية والتى يجيدها التشكيل الحالى لمنتخبنا الوطنى .
منتخب مصر أحرز 3اهداف فى البرازيل وأحرج سحرة الكرة فى العالم ب3-5-2 وهزم ايطاليا بطلة العالم ب3-5-2 وخسر من النيجر ومالاوى وتعادلنا مع بتسوانا وسيراليون وموريتانيا وبوروندى ب4-4-2.
العيب مش فينا ولا فى الخطة , 4-4-2 قد لاتتناسب مع امكانيات لاعبينا وهذا لايقلل من شأنهم او من قدرهم (مش مهم طريقة المذاكرة ..المهم النتيجة فى نهاية السنة ).
وسيأتى وقت نجد فيه جيلا من اللاعبين المصريين لا يجيدون 3-5-2 ولكنهم يبدعون مع 4-4-2 ولكن ليس من المعقول ان تطول موجة تقليد الغرب حتى عقولنا الكروية فتعمى اعيينا وتحبط من افكارنا فقط النواكب العصر ونساير الموضة العالمية . وفى النهاية سنجد أنفسنا نعود الى نفس المثل الذى سبق ذكره (اللى تكسب به العب به ) .
فلا4ولا 3..........المهم التلاتة نقاط
|
مشاهده: 393 |
أضاف: vitsh
| الترتيب: 5.0/1 |
|
|